كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى {سمان} صفة لبقرات ويجوز في الكلام نصبه نعتا لسبع ويأكلهن في موضع جر أو نصب على ما ذكرنا ومثله خضر.
{للرؤيا} اللام فيه زائدة تقوية للفعل لما تقدم مفعوله عليه ويجوز حذفها في غير القرآن لأنه يقال عبرت الرؤيا.
قوله تعالى {أضغاث أحلام} أي هذه بتأويل الاحلام أي بتأويل أضغاث الاحلام لابد من ذلك لأنهم لم يدعوا الجهل بتعبير الرؤيا.
قوله تعالى {نجا منهما} في موضع الحال من ضمير الفاعل وليس بمفعول به ويجوز أن يكون حالا من الذي وادكر أصله إذتكر فأبدلت الذال دالا والتاء دالا وأدغمت الأولى في الثانية ليتقارب الحرفان ويقرأ شاذا بذال معجمة مشددة ووجهها أنه قلب التاء ذالا وأدغم.
قوله تعالى {بعد أمة} يقرأ بضم الهمزة وبكسرها أي نعمة وهي خلاصة من السجن ويجوز أن تكون بمعنى حين ويقرأ بفتح الهمزة والميم وهاء منونة وهو النسيان يقال أمه يأمه أمها.
قوله تعالى {دأبا} منصوب على المصدر أي ت ابون ودل الكلام عليه ويقرأ بإسكان الهمزة وفتحها والفعل منه دأب دأبا ودئب دأبا ويقرأ بألف من غير همز على التخفيف.
قوله تعالى {يعصرون} يقرأ بالياء والتاء والفتح والمفعول محذوف أي يعصرون العنب لكثرة الخصب ويقرأ بضم التاء وفتح الصاد أي تمطرون وهو من قوله {من المعصرات}.
قوله تعالى {إذ راودتن} العامل في الظرف خطبكن وهو مصدر سمي به الامر العظيم ويعمل بالمعنى لأن معناه ما أردتن أو ما فعلتن.
قوله تعالى {ذلك ليعلم} أي الامر ذلك واللام متعلقة بمحذوف تقديره أظهر الله ذلك ليعلم.
قوله تعالى {إلا ما رحم ربي} في ما وجهان أحدهما هي مصدرية وموضعها نصب والتقدير ان النفس لأمارة بالسور الا وقت رحمة ربي ونظيره فدية مسلمة إلى أهله الا أن يصدقوا وقد ذكروا انتصابه على الظرف وهو كقولك ما قمت الا يوم الجمعة والوجه الاخر أن تكون ما بمعنى من والتقدير ان النفس لتأمر بالسوء الا لمن رحم ربي أو الا نفسا رحمها ربي فانها لا تأمر بالسوء.
قوله تعالى {يتبوأ منها حيث يشاء} {حيث} ظرف ليتبوأ ويجوز أن يكون مفعولا به ومنها يتعلق بيتبوأ ولا يجوز أن يكون حالا من حيث لأن حيث لا تتم إلا بالمضاف إليه وتقديم الحال على المضاف إليه لا يجوز ويشاء بالياء وفاعله ضمير يوسف وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف لأن مشيئته من مشيئة الله واللام في ليوسف زائدة أي مكنا يوسف ويجوز أن لا تكون زائدة ويكون المفعول محذوفا أي مكنا ليوسف الامور ويتبوأ حال من يوسف.
قوله تعالى {لفتيته} يقرأ بالتاء على فعلة وهو جمع قلة مثل صبية وبالنون مثل غلمان وهو من جموع الكثرة وعلى هذا يكون واقعا موقع جمع القلة إذا اقلبوا العامل في إذا يعرفونها.
قوله تعالى {نكتل} يقرأ بالنون لأن ارساله سبب في الكيل للجماعة وبالياء على أن الفاعل هو الاخ ولما كان هو السبب نسب الفعل إليه فكأنه هو الذي يكيل للجماعة.
قوله تعالى {إلا كما أمنتكم} في موضع نصب على المصدر أي أمنا كأمني اياكم على أخيه خير حافظا يقرأ بالألف وهو تمييز ومثل هذا يجوز اضافته وقيل هو حال ويقرأ حفظا وهو تمييز لا غير.
قوله تعالى {ردت} الجمهور على ضم الراء وهو الأصل ويقرأ بكسرها ووجهه أنه نقل كسرة العين إلى الفاء كما فعل في قيل وبيع والمضاعف يشبه المعتل ما نبغي ما استفهام في موضع نصب بنبغي ويجوز أن تكون نافية ويكون في نبغي وجهان أحدهما بمعنى نطلب فيكون المفعول محذوفا أي ما نطلب الظلم والثاني أن يكون لازما بمعنى ما يتعدى.
قوله تعالى {لتأتنني به} هو جواب قسم على المعنى لأن الميثاق بمعنى اليمين الا أن يحاط هو استثناء من غير الجنس ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتنني به على كل حال الا في حال الاحاطة بكم.
قوله تعالى {ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم} في جواب لما وجهان أحدهما هو أوى وهو جواب لما الأولى والثانية كقولك لما جئتك ولما كلمتك أجبتني وحسن ذلك أن دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الابواب والثاني هو محذوف تقديره امتثلوا أو قضوا حاجة أبيهم ونحوه ويجوز أن يكون الجواب معنى ما كان يغني عنهم ووحاجة مفعول من أجله وفاعل يغني التفرق.
قوله تعالى قال إني أنا هو مستأنف وهكذا كل ما اقتضى جوابا وذكر جوابه ثم جاءت بعده قال فهي مستأنفة.
قوله تعالى {صواع الملك} الجمهور على ضم الصاد وألف بعد الوأو ويقرأ بغير ألف فمنهم من يضم الصاد ومنهم من يفتحها ويقرأ صاع الملك وكل ذلك لغات فيه وهو الاناء الذي يشرب به ويقرأ {صوغ الملك} بغين معجمة أي مصوغه قالوا جزاؤه فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره جزاؤه عندنا كجزائه عندكم والهاء تعود على السارق أو على السرق وفي الكلام المتقدم دليل عليهما فعلى هذا يكون قوله من وجد مبتدأ ووفهو مبتدأ ثان وجزاؤه خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأولى ومن شرطية والفاء جوابها ويجوز أن تكون بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها لما فيها من الايهام والتقدير استعباد من وجد في رحله فهو أي الاسعباد جزء السارق ويجوز أن تكون الهاء في جزائه للسرق والوجه الثاني أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد خبره والتقدير استعباد من وجد في رحله وفهو جزاؤه مبتدأ وخبر مؤكد لمعنى الاول والوجه الثالث أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد مبتدأ ثان وفهو مبتدأ ثالث وجزاؤه خبر الثالث والعائد على المبتدأ الاول الهاء الاخيره وعلى الثاني هو كذلك نجزي الكاف في موضع نصب أي جزاء مثل ذلك.
قوله تعالى {وعاء أخيه} الجمهور على كسر الوأو وهو الأصل لأنه من وعي يعي ويقرأ بالهمزة وهي بدل من الوأو وهما لغتان يقال وعاء واعاء ووشاح واشاح ووسادة واسادة وإنما فروا إلى الهمز لثقل الكسرة على الوأو ويقرأ بضمها وهي لغة.
فإن قيل لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره قيل لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمرا فأظهره ليكون ذلك تنبيها على المحذوف فتقديره ثم فتش وعاء أخيه فاستخرجها منه.
قوله تعالى {كذلك كدنا} و{إلا أن يشاء} و{درجات من نشاء} كل ذلك قد ذكر وفوق كل ذي علم عليم يقرأ شاذا ذي عالم وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو مصدر كالباطل والثاني ذي زائدة وقد جاء مثل ذلك في الشعر كقول الكميت:
إليكم ذوي آل النبي

والثالث أنه أضاف الاسم إلى المسمى وهو محذوف تقديره ذي مسمى عالم كقول الشاعر:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما

أي مسمى السلام.
قوله تعالى {فأسرها} الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السرق وقد دل عليه الكلام وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره قال في نفسه أنتم شر مكانا وأسرها أي هذه الكلمة ومكانا تمييز أي شر منه أو منهما.
قوله تعالى {فخذ أحدنا مكانه} هو منصوب على الظرف والعامل فيه خذ ويجوز أن يكون محمولا على المعنى أي اجعل أحدنا مكانه.
قوله تعالى {معاذ الله} هو مصدر والتقدير من أن نأخذ.
قوله تعالى {استيأسوا} يقرأ بياء بعدها همزة وهو من يئس ويقرأ استأيسوا بألف بعد التاء وقبل الياء وهو مقلوب يقال يئس وأيس والأصل تقديم الياء وعليه تصرف الكلمة فأما اياس اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل بل مصدر آسيته أي أعطيته الا أن الهمزة في الاية قلبت ألفا تخفيفا نجيا حال من ضمير الفاعل في خلصوا وهو واحد في موضع الجمع أي أنجيه كما قال تعالى: {ثم نخرجكم طفلا} {ومن قبل} أي ومن قبل ذلك {ما فرطتم} في ما وجهان أحدهما هي زائدة ومن متعلقة بالفعل أي وفرطتم من قبل والثاني هي مصدرية زفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها رفع بالابتداء ومن قبل خبره أي وتفريطكم في يوسف من قبل وهذا ضعيف لأن قبل إذا وقعت خبرا أو صلة لا تقطع عن الاضافة لئلا تبقى ناقصة والثاني موضعها نصب عطفا على معملو تعلموا تقديره ألم تعرفوا أبيكم عليكم الميثاق وتفريطك في يوسف والثالث هو معطوف على اسم ان تقديره وان تفريطكم من قبل في يوسف وقيل هو ضعيف على هذيه الوجهين لأن فيهما فصلا سبين حرف العطف والمعطوف وقد بينا في سورة النساء أن هذا ليس بشيء فأما خبر ان على الوجه الاخير فيجوز أن يكون في يوسف وهو الأولى لئلا يجعل من قبل خبرا فلن أبرح الارض هو مفعول أبرح أي لن أفارق ويجوز أن يكون ظرفا.
قوله تعالى: {سرق} يقرأ بالفتح والتخفيف أي فيما ظهر لنا ويقرأ بضم السين وتشديد الراء وكسرها أي نسب إلى السرق.
قوله تعالى: {واسئل القرية} أي أهل القرية وجاز حذف المضاف لأن المعنى لا يلتبس فأما قوله تعالى: {والعير} التي فيراد بها الابل فعلى هذا يكون المضاف محذوفا أيضا أي أصحاب العير وقيل العير القافلة وهم الناس الراجعون من السفر فعلى هذا ليس في حذف.
قوله تعالى {يا أسفي} الألف مبدلة من ياء المتكلم والأصل أسفي ففتحت الفاء وصيرت الياء ألف ليكون الصوت بها أتم وعلى متعلقة بأسفي.
قوله تعالى {تفتؤ} أي لا تفتؤ فحذفت لا للعلم بها وتذكر في موضع نصب خبر تفتؤ.
قوله تعالى {من روح الله} الجمهور على فتح الراء وهو مصدر بمعنى الرحمة الا أن استعمالألفعل منه قليل وإنما يستعمل بالزيادة مثل أراح وروح ويقرأ بضم الراء وهي لغة فيه وقيل هو اسم للمصدر مثل الشرب والشرب.
قوله تعالى {مزجاة} ألفها منقلبة عن ياء أو عن وأو لقولهم زجا الامر يزجو فأوف لنا الكيل أي المكيل.
قوله تعالى {قد من الله علينا} جملة مستأنفة وقيل هي حال من يوسف وأخي وفيه بعد لعدم العامل في الحال وأنا لا يعمل في الحال ولا يصح أن يعمل فيه هذا لأنه اشارة إلى واحد وعلينا راجع إليهما جميعا من يتق الجمهور على حذف الياء ومن شرط والفاء جوابه ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه أشبع كسرة القاف فنشأت الياء والثاني أنه قدر الحركة على الياء وحذفها بالجزم وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك والثالث أنه جعل من بمعنى الذي فالفعل على هذا مرفوع ويصبر بالسكون فيه وجهان أحدهما أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات أو نوى الوقف عليه وأجرى الوصل مجرى الوقف والثاني هو مجزوم على المعنى لأن من هنا وان كانت بمعنى الذي ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والايهام ومن هنا دخلت الفاء في خبرها ونظيره فأصدق وأكن في قراءة من جزم والعائد من الخبر محذوف تقديره المحسنين منهم ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم.
قوله تعالى {لا تثريب} في خبر لا وجهان أحدهما قوله عليكم فعلى هذا ينتصب اليوم بالخبر وقيل ينتصب اليوم ب يغفر والثاني الخبر اليوم وعليكم يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف وهو الاستقرار وقيل هي للتبيين.
كالكلام في قولهم سقيا لك ولا يجوز أن تتعلق على بتثريب ولا نصب اليوم به لأن اسم لا إذا عمل ينون.
قوله تعالى {بقميصي} يجوز أن يكون مفعولا به أي احملوا قميصي ويجوز أن يكون حالا أي إذهبوا وقميصي معكم وبصيرا حال في الموضعين.
قوله تعالى {سجدا} حال مقدرة لأن السجود يكون بعد الخرور رؤياي من قبل الظرف حال من رؤياي لأن المعنى رؤياي التي كانت من قبل والعامل فيها هذا ويجوز أن يكون ظرفا للرؤيا أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت ويجوز أن يكون العامل فيها تأويل لأن التأويل كان من حين وقوعها هكذا والان ظهر له وقد جعلها حال مقدرة ويجوز أن تكون مقارنة وحقا صفة مصدر أي جعلا حقا ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا وجعل بمعنى صير ويجوز أن يكون حالا أي وضعها صحيحة ويجوز أن يكون حقا مصدرا منغير لفظ الفعل بل من معناه لأن جعلها في معنى حققها وحقا في معنى تحقيق وقد أحسن بي قيل الباء بمعنى إلى وقيل هي على بابها والمفعول محذوف تقديره وقد أحسن صنعه بي وإذ ظرف لأحسن أو لصنعه.
قوله تعالى {من الملك ومن تأويل الاحاديث} قيل المفعول محذوف أيعظيما من الملك وحظا من التأويل وقيل هي زائدة وقيل من لبيان الجنس.
قوله تعالى {والأرض يمرون} الجمهور على الجر عطفا على السموات والضمير في عليها للآية وقيل للأرض فيكون يمرون حالا منها وقيل منها ومن السموات ومعنى يمرون يشاهدون أو يعلمون ويقرأ والارض بالنصب أي ويسلكون الارض وفسره يمرون ويقرأ بالرفع على الابتداء وبغتة مصدر في موضع الحال وأدعو إلى الله مستأنف وقيل حال من الياء على بصيرة حال أي مستيقنا ومن اتبعني معطوف على ضمير الفاعل في أدعوا ويجوز أن يكون مبتدأ أي ومن اتبعني كذلك ومن أهل القرى صفة لرجال أو حال من المجرور.
قوله تعالى {قد كذبوا} يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب وقيل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم أي علم الامم أن الرسل كذبوهم ويقرأ بتخفيف الذال والمراد على هذا الامم لا غير ويقرأ بالفتح والتشديد أي وظن الرسل أن الامم كذبوهم ويقرأ بالتخفيف أي علم الرسل أن الامم كذبوا فيما ادعوا فننجي يقرأ بنونين وتخفيف الجيم ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على أنه ماض لم يسم فاعله ويقرأ كذلك الا أنه بسكون الياء وفيه وجهان أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيما وأدغمها وهو مستقبل على هذا والثاني أن يكون ماضيا وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها.
قوله تعالى {ما كان حديثا} أي ما كان حديث يوسف أو ما كان المتلو عليهم ولكن تصديق قد ذكر في يونس {وهدى ورحمة} معطوفان عليه والله أعلم. اهـ.